التعليم المجاني والتعليم المدفوع
منذ 3 سنوات بقلم مينة
blog

مع الانتشار المهول للمدارس الخاصة في السنوات الأخيرة، أصبح الحديث كثيرا حول مدى جدوي التعليم الخصوصي، وهل هو بالفعل بديل جيد عن الحكومي، بمعنى التعليم المدفوع أفضل من المجاني، المقارنة بين التعليمين الحكومي والخصوصي، لا تنتهي، وبين مساند لهذا التعليم ومؤيد لذاك التعليم، ومع إبراز مزايا وعيوب كلا القطاعين، الأراء تبقى مختلفة، ووجهات النظر ليست موحدة، وفي هذا الموضوع، سوف نتناول بحيادية أبرز مزايا وعيوب كلا القطاعين: العمومي والخاص، ولك عزيز القارئ حرية الاختيار بين القطاعين.

 

 

المدارس الخاصة

 

• المميزات

 

• أعداد الطلاب

 

من أهم مزايا التعليم الخصوصي، أعداد الطلاب القليلة في الصف الواحد والتي غالبا لا تتجاوز ال 20 طالبا، مما يساعد الأستاذ والطالب معا على حسن تبادل المعرفة والمعلومة، حيث يعطي الأستاذ المعلومة بكل أريحية ويتلقاها التلميذ بسهولة، لان الجو العام داخل الفصل يساعد كثيرا على التركيز.

 

• التسجيل مفتوح طيلة السنة

المدارس الخصوصية، تجعل التسجيل مفتوحا طيلة السنة، وحتى التلاميذ الذين يلتحقون متأخرين إلى الصف، يستفيدون من دروس دعم وتقوية لتجاوز ما فاتهم من الدروس.

 

• البرامج الخاصة لتنمية المواهب

 

تتميز المدارس الخاصة بتوفرها على برامج مخصصة لرعاية الموهوبين وتنمية مواهبهم، حيث ان الأنشطة الفنية تكون حاضرة بقوة في المدارس الخاصة، ولديها مدرسين متمكنين من تلقين الفنون بشتى أنواعها، كما أن المدارس الخاصة من ضمن برامجها أيضا، رحلات علمية وترفيهية بين الحين والأخر، حيث تمتزج المتعة بالتعلم. 

 

• البرامج الأكاديمية الإضافية، والأنشطة الترفيهية

 

البرامج والدروس المقررة في أغلب المدارس الخصوصية، تشمل دوما مواد وبرامج أكاديمية إضافية، مقارنة بتلك المقررة في البرامج الحكومية، بحيث تضم مواد فنية، علمية، علوم تجريبية، لغات أخرى إضافية، كما أن عدد ساعات اللغات الأجنبية غالبا تكون أكثر، الأنشطة التكميلية للدروس الأساسية، ورحلات علمية، لمعاينة الدروس العلمية في المقرر على المباشر وتطبيقها في الواقع.

• تأهيل الإداريين والمعلمين

 

حسب استطلاعات رأي كثيرة، فإن معلمي وإداريي المدارس الخاصة أكثر رضا وراحة نفسية أثناء أدائهم مهامهم، مقارنة بنظرائهم في التعليم الحكومي، حيث أن المدارس الخاصة توفر لأطرها الظروف المناسبة لمزاولة المهنة، من خلال التوفير لهم، كل اللوجيستيك الضروري وأحدث التقنيات، وأيضا تمكينهم من التكوينات كل فترة، حتى يكونوا أكثر قدرة على تلقين الدروس في أحسن الظروف.

 

• الزي الموحد

الزي المدرسي الموحد الذي تفرضه أغلب المدارس الخاصة، يلغي الفروق الاجتماعية ويعزز المساواة بين التلاميذ، بالإضافة إلى أنه يمنح الثقة بالنفس للتلميذ، ومظهر جميل يميزه عن غيره من الأطفال.

 

• معاملة الطلاب الجيدة

ميزة التعليم الخاص كذلك تكمن في المعاملة الجيدة للتلاميذ، على عكس الحكومي، ف التلميذ في المدرسة الخاصة، لا يتعرض إلى الإهانة، لا تتم معاقبته، لا يتعرض إلى الاهانات اللفظية والسباب والشتائم، وعلى العكس من ذلك يعاملون جيدا ويتعلمون حسن السلوك والمعاملة، والرقي في الكلام، وعوض عقابهم على الأجوبة الخاطئة، تتم مناقشة الأخطاء معهم ومعرفة نقط ضعفهم بكل أدب واحترام.

 

العيوب 

 

التعليم الخصوصي وبالرغم من كل المزايا التي ذكرناها، يبقى له عيوب ونذكر منها:

 

• التكلفة

 تكلفة التعليم الخصوصي، تثقل كاهل اعداد كبيرة من الأسر، مما يجعلها عبئا يرهق ميزانية الأسر، خاصة التي لها أبناء كثر.

 

• تعزيز الطبقية في المجتمع

 

التلميذ في المدرسة الخصوصية، يحتك دوما بزملائه وأصدقائه التلاميذ، الذين هم غالبا من نفس الطبقة الاجتماعية، أو طبقات قريبة منها، مما يجعل التلميذ، شبه منعزل عن المجتمع، بحيث يكون قليل الاحتكاك بباقي طبقات المجتمع وربما لا يعلم عنها شيئا، خاصة وأنه يتشبع بالمناهج التي تمضي عليها المدرسة، وفي غالب الأحيان هي بعيدة كل البعد عن القيم المتعارف عليها مجتمعيا.

 

• البعد عن المنزل

في غالب الأحيان المدارس الخاصة، تكون بعيدة عن بيت التلميذ، مما يجعله مضطرا إلى الذهاب بحافلة المدرسة، وعليه قطع مسافات طويلة ذهابا وإيابا يوميا في الحافلة، والاستيقاظ مبكرا في الصباح، مما قد يتعب التلميذ، خاصة إذا كان لازال في سن حديثة، مثلا سلك الابتدائي، حيث أنه غالبا يصل إلى القسم وهو يشعر بدوار أو غثيان بل وحتى النعاس.

 

• عدم توفر مجالس الاباء وأولياء الأمور

 المدارس الخصوصية في معظمها، لا يتوفر فيها مجالس أولياء الأمور، الشيء الذي يمنع الأباء من متابعة القضايا التي تخص المدرسة وإبداء ملاحظاتهم وشكواهم إن كانت لهم شكوى.

 

المدارس الحكومية

المميــزات  

 

• مجانية التعليم

هي أول ميزة وأبرزها في المدارس الحكومية، حيث أن مجانية التعليم، يجعل أبوابها مفتوحة لكل الفئات المجتمعية خاصة الفئات الفقيرة والهشة، حيث أن المدارس الحكومية ممولة أساسا من ضرائب الشعوب.

 

 

• متواجدة في كل الأحياء

المدارس الحكومية منتشرة في كل الأماكن تقريبا، مما يجعلها قريبة للتلاميذ، ويتوجهون إليها مشيا على الأقدام، وغالبا المدة الزمنية الفاصلة بين البيت والمدرسة قد لا تتجاوز 10 دقائق، أي أن التلميذ، يكون له متسع من الوقت حتى يتجهز ويتناول طعامه على مهل .

 

• التسجيل المباشر فيها

المدارس الحكومية تقبل كل التلاميذ، من دون شروط ومن دون إجراء اختبارات الالتحاق.

 

العيــوب 

 

• كثرة التلاميذ في القسم

 

الفصول في المدارس الحكومية، تبقى قليلة مقارنة بكثرة التلاميذ الذين يلتحقون بها، وعليه فالاكتظاظ داخل الفصول، أصبح أمرا مألوفا ومشكلا عويصا، يعوق عملية التعلم في القسم، حيث يصعب على التلاميذ والأساتذة، التركيز في القسم.

 

• ضعف جودة التعليم 

بسبب كثرة التلاميذ في الفصل، وضعف التمويل الحكومي، فطبيعي جدا، أن ينعكس ذلك على جودة التعليم، والذي في عمومه يكون ضعيفا، ودون تطلعات أولياء التلاميذ.

 

• التسجيل فترة محدودة

التسجيل في المدارس الحكومية، يكون فترة زمنية، إذا تجاوزها التلميذ لأي سبب كان، قد تضيع عليه السنة الدراسية .

 

 

بين مجانية التعليم وأداء واجبات شهرية ... 

الاختيار الصعب

بين التعليم الخصوصي والحكومي، يحتار الآباء غالبا في اختيار نوعية التعليم لأبنائهم، لكن في غالب الأحيان، يكون العامل المادي حاسما في الاختيار، فبين مجانية التعليم وأداء واجبات شهرية، والتي قد تكون أحيانا رقما كبيرا، يكون الاختيار الذي يتناسب والوضع الاجتماعي والاقتصادي وأيضا الثقافي للأسرة.

 

فمهما تعددت المزايا لكلا القطاعين، يبقى أن لهما معا عيوب، هذه العيوب يقف عندها أولياء الأمور، وأحيانا تكون مقيدا لهم، لكن في الأول والأخير، الطفل من الضروري عليه الالتحاق بالمدرسة، ويبقى أفضل استثمار للأسر هو تعليم أطفالهم، لأنهم لن يبقوا صغارا إلى الأبد، سوف يكبرون ويتجهون إلى سوق العمل، أي عليهم أن ينالوا حظهم الجيد من التعليم .