الذكاء العاطفي هو مصطلح أصبح يتداول بشكل كبير في السنوات الأخيرة، في عدد من المواقع الإلكترونية والبرامج وأيضا الكتب، والمقصود بالذكاء العاطفي هو قدرة الشخص على إدارة مشاعره وأحاسيسه وكل انفعالاته وأيضا تحديد مشاعر الآخرين، والذكاء العاطفي أيضا يعبر عن قدرة الشخص على فرز عواطفه الشخصية والذاتيّة، وأيضا قدرة وكيفيّة استخدام هذه العواطف بشكل أفضل، الذكاء العاطفي أيضا هو قدرة إدارة العواطف بطريقة سليمة ومناسبة في العلاقات مع الآخرين، ويتضمن الذكاء العاطفي عددا من المهارات الأساسية، التي يسمح توظيفها بشكل حكيم على تجنب الوقوع في عدد من المشاكل وأيضا حل المشكلات التي يقع فيها الفرد .
مهارات الذكاء العاطفي
1. القدرة على فهم وتحديد العواطف
الشخص الذكي عاطفيا، له قدرة كبيرة جدا على الإدراك الذاتي، حيث أنه يمتاز بقدرة عالية جدا على فهم مشاعره وتحديدها، وبالتالي التعامل معها بشكل صحيح، ويمتاز الشخص الذكي عاطفيا أيضا بكونه يستعمل قاموس غني جدا بالمصطلحات الإيجابية، يساعده على التعامل الجيد مع المشاعر السلبية.
2. القدرة على فهم مشاعر الآخرين
الشخص الذكي عاطفيا، يمتاز أيضا بقدرته الكبيرة على فهم مشاعر الآخرين وتحديدها، حيث يسهل عليه فهم واستيعاب ما يشعر به الآخرون، وبالتالي في حال كان الآخر يعاني مشكلا نفسيا وبحاجة إلى الدعم والمساندة، فإن الشخص الذكي عاطفيا يستطيع وبسهولة تقديم الدعم والمساعدة النفسية، بما يليق، مما يمكنه من إنشاء وإقامة علاقات عاطفية قوية جدا
3. جعل الآخرين يشعرون بالسعادة
الشخص الذكي عاطفيا، يتمتع كذلك بقدرة كبيرة على جعل من يحيطون به يشعرون بالسعادة، بحيث أنه يتذكر دوما تفاصيل حياتهم واهتماماتهم، وأيضا يتذكر تواريخ أعياد ميلادهم، ومناسباتهم الخاصة، ويحتفل بها معهم، وهكذا فهو يدخل على كل من يحيطون به البهجة والسرور
4. إدارة الأفكار بشكل جيد
من قدرات الشخص الذكي عاطفيا أيضا، أنه لا يستنفذ طاقته في الحديث عن مواضيع غير ذات قيمة، ولا يتحدث في موضوع معين أكثر من اللازم ولا يعطي الأمور أكثر مما تستحق، وأيضا لديه القدرة على إدارة أفكاره بشكل جيد، بحيث أنه يفهمها جيدا ويستطيع بسهولة التخلص من الأفكار غير الجيدة، وأيضا فهو يتخلص بسرعة من المشاعر السلبية ويتعامل جيدا مع أحزان الماضي ومواجعه، في محاولة لجعل الحاضر والمستقبل يكون أفضل.
5. تقدير كل ما هو جيد
الذكي عاطفيا، لديه القدرة الكبيرة على منع الأفكار والمشاعر السلبية من أن تسيطر عليه، وفي مقابل ذلك يركز بشكل جيدا على الجانب الإيجابي في كل حدث وقع أو يقع معه، ويجعل من كل الأمور السيئة التي حدثت معه تجارب سوف يستفيد منها مستقبلا، مما يمكنه من خلق توازن نفسي وأيضا صحي
جوانب الذكاء العاطفي
يوجد عدد من الجوانب أساسية للذكاء العاطفي وهذه أهمها :
الوعي الذاتي : وهو يشمل عنصرين هما : الوعي العاطفي والثقة بالنفس، والمقصود به قدرة الشخص على ضبط مشاعره بشكل جيد وتسخيرها فيما سوف يجعل حياته أفضل مما هي عليه.
التنظيم الذاتي : يعني قدرة الشخص على ضبط مشاعره السلبية، وإدارتها فيما سوف يخدم مصلحته، في عدد من المواقف التي يجد نفسه فيها مثل: الغضب السريع، والقلق، والخوف، وغيرها ....
التحفيز: يقصد بها تحفيز الأحاسيس والمشاعر بالطاقة الإيجابية، وذلك بوضع أهداف محددة والإصرار على تحقيقها بسلك طرق نفسية إيجابية، وأيضا التفاؤل بالأحسن عند التعرض إلى العقبات>
التعاطف : وهو قدرة الشخص على إدراك مشاعر الآخرين المحيطين به وتقديرها وتفهمها ومساعدتهم إن اقتضى الأمر ذلك .
خمس تقنيات لازمة لتنمية الذكاء العاطفي
هناك عدة نقاط أساسية لتنمية الذكاء العاطفي، سوف نذكر منها فقط خمسة :
1. التحكم في العواطف السلبية : نحن كبشر نتعرض بشكل يومي إلى ضغوطات ومواقف صعبة، تجعلنا أكيد نشعر بأحاسيس سلبية سيئة للغاية، مثال الغضب, الحزن, القلق, التوثر .... وهنا تأتي ضرورة التحلي بالذكاء العاطفي، والذي من أولى مهاراته التحكم الجيد في العواطف السلبية، هناك عدة طرق تساعد عل ذلك منها ممارسة اليوغا والتأمل ...
2. انتبه جيدا إلى كلماتك : ركِّز جيدا على تطوير مهاراتك في التواصل مع الآخرين، اقرأ كثيرا، طالع كثيرا، شاهد فيديوهات على اليوتوب لهذا الغرض، تعلم جيدا كيفية استخدام المصطلحات المناسبة عند كل مناسبة .
3. ضع نفسك مكان الآخر : حتى تتمكن من فهم الآخر بشكل جيد، تعلم أن تضع نفسك دوما مكانه، في نفس وضعه، وفكر جيدا مع نفسك، ماذا كنت لأفعل لو أنا مكان هذا الشخص؟ وقتها سوف تتمكن بسهولة من فهم وتقدير أحاسيسهم وتوقع بماذا يفكرون وماذا سوف يفعلون.
4. تعرف على ما يضغط عليك : قُم بتحديد الأمور التي تسبب لك ضغطا في الحياة، وتخلص منها، قد يأخذ الأمر بعض الوقت، لكنه ضروري كي تكتسب المزيد من الذكاء الاجتماعي.
5. واجه المشاكل والصعاب: لا تهرب من أي مشكل يصعب عليك حله، واجه المشاكل والصعاب، مهما كانت، وتعود على ذلك، مع الوقت سوف تجد نفسك، قادرا على مواجهة كل مشكلة مهما كان حجمها.
في الختام نؤكد على أهمية التحلي بنسبة من الذكاء العاطفي، لأن هذا النوع من الذكاء يمنح صاحبه قوة نفسية كبيرة، تساعده على النجاح في حياته، سواء الشخصية أو المهنية وحتى إن كان طالبا، سوف يساعده كثيرا على التميز على أقرانه، أيضا الحياة مع ضغوطاتها ومشاكلها الكثيرة، أصبحت تفرض على الشخص بالتحلي الكثير من الصبر وضبط النفس حتى يمكنه بعد ذلك التغلب على الصعاب والمشاكل وإيجاد الحلول المناسبة، والحفاظ على علاقات جيدة مع محيطه وبالتالي الحفاظ على صحته النفسية، لذا يبقى التمرن على اكتساب مهارات الذكاء العاطفي أمرا مهما للغاية، خاصة في وقتنا الحالي، حيث الضغط مستمر جدا .