الذكاء الاجتماعي : ما هو؟ وما هي أهميته؟ وكيفية اكتسابه؟
منذ سنتين بقلم مينة
blog

حينما نتحدث عن الذكاء، يذهب تفكيرنا مباشرة إلى القدرات العقلية ونسبة الذكاء المتعارف عليها مجتمعيا والمعروفة اختصارا ب IQ، وهو الذكاء المعروف عند الجميع والذي يولد به الفرد، ويكون في الغالب وراثيا، وله علاقة وطيدة بالجينات الموروثة من الأبوين، لكن التجربة الحياتية تخبرنا عن أنواع أخرى من الذكاءات، لا تولد معنا وإنما الشخص هو من يقوم بتطويرها مع الوقت واكتسابها، مثال الذكاء الاجتماعي.

 

ما هو الذكاء الاجتماعي؟ 

الذكاء الاجتماعي هو ذكاء مكتسب مع تراكم الخبرات في الحياة، ومع تعدد تجارب الشخص، يقصد به قدرة الفرد على التواصل الجيد والممتاز مع محيطه، وأيضا قدرته الجيدة على إقامة علاقات اجتماعية جيدة تكون كلها في صالحه.

 

الذكاء الاجتماعي هو قدرة الفرد الكبيرة على فهم نفسه وفهم الآخرين، وأيضا قدرته الكبيرة على التحكّم بعواطفه، وقدرته الجيدة على تطويعها بحسب المواقف التي يتواجد فيها، وأيضا قدرته الممتازة في إدارة حياته واختيار الناس الجيدين والمناسبين حتى يشاركوه حياته.

الذكاء الاجتماعي هو عدد من المهارات والقدرات الاجتماعية، التي تسهل على الفرد الحياة في المجتمع، ومن أهم هذه المهارات : القدرة على الحوار والتعبير والاستماع الجيد للآخرين وغيرها ....

 

أهم مهارات الذكاء الاجتماعي

مهارة التحدث والحوار: الفرد الذكيّ اجتماعيّاً، يمتاز بقدرته العالية والكبيرة على الحديث والحوار، له أسلوب خاص مميز شيق، يحب الجميع الاستماع إليه، خاصة وأن كل أفكاره التي ينطق بها أفكار مهمة، وهو غالبا يجذب إليه الأنظار، وفي أي مجلس يستمع إليه الأخرون باهتمام شديد.  

 

معرفة العادات والمعايير الاجتماعيّة : الشخص الذكي اجتماعيّاً، هو ذلك الشخص الذي يكون على دراية كبيرة ومعرفة واسعة بالعادات والتقاليد لمختلف الأشخاص، والذي لديه قدرة كبيرة على التعامل مع مختلف الناس بكل اختلافاتهم،  الاجتماعية والدينية والعرقية، بحيث لا يجد أي مشكل، بل ويندمج بسهولة معهم 

 

مهارة الاستماع الجيد: الشخص الذكي اجتماعيا، هو ذلك الشخص الذي لديه قدرة ومهارة عالية للاستماع الجيد للأخرين، واستيعاب ما يريدون قوله وفهم حتى ما وراء الكلمات التي ينطقون بها، الذكي اجتماعيا يصغي للأخرين دون مقاطعتهم، يعطيهم المساحة الكافية للحديث والتعبير عن آرائهم بكل أريحية، يجعل الآخرين يرتاحون في الحديث إليه، لأنه يسمعهم بشكل جيد. 

 

الإحساس بالآخرين: الشخص الذكيّ اجتماعياً، هو شخص بالأساس له قدرة كبيرة على فهم وإدراك مشاعر وأحاسيس الآخرين، فهو يستطيع فهم مشاعرهم ومشاكلهم، وتقديرها والتعامل الذكي معهم بحسب الحالة النفسية التي هم عليها في تلك اللحظة والظروف التي يمرون منها.  

 

مهارة تبديل الأدوار: الشخص الذكي اجتماعيا له قدرة كبيرة على تبادل الأدوار مع الشخص الذي أمامه، له قدرة عالية على وضع نفسه مكانه، والإحساس بنفس الحالة التي يعيشها الشخص الآخر، مهما كان وفي أي سن ووضع اجتماعي، سواء طفل، بالغ أو رجل كبير في السن وحتى امرأة، فقير أو غني، وهي المهارة التي يطلق عليها مهارة الكفاءة الاجتماعية. 

 

مهارة ترك انطباع جيد : وهي واحدة  من أهم وأقوى صفات الشخص الذكي اجتماعيا، قدرته العالية على ترك انطباع جيد عند الجميع، هذه المهارة ليست سهلة بالمرة، على العكس من ذلك، تعتبر من أكثر المهارات تعقيدا، أي جعل الآخرين يتحدثون عنك بشكل جيد، وترك انطباع جيد لديهم، مهما كان شعورك ونواياك الحقيقية تجاههم ، فالذكي اجتماعيا يجعل الآخرين دائما يذكرونه فقط بكل ما هو جيد .

 

لا يجادل: من صفات الشخص الذكي اجتماعيا، أنه لا يجادل، يتقبل الرأي الآخر، يتفهم وجهات النظر المختلفة، له إدراك كبير أن لكل فرد وجهة نظر معينة بحكم اختلاف الانتماءات والبيئة، لذا فهو يسمع بأذن صاغية وجهة النظر الأخرى والرأي المخالف من دون أن يجادل أو يعترض أو أن يحاول فرض رأيه بالقوة.

 

بعض المهارات لاكتساب الذكاء الاجتماعي 

الابتسامة الدائمة : حافظ دوما على الابتسامة والبشاشة، لأنها مفتاح سحري إلى قلوب الآخرين،  فالجميع يحب الشخص البشوش والمبتسم، قابل الجميع بابتسامة، حتى تشعرهم بالمحبة المتبادلة .  

 

أقوالك مثل أفعالك : لكسب الكثير من الثقة في نفسك وأيضا ثقة الآخرين، اجعل أقوالك متوازنة مع أفعالك، بمعنى ما تقول أنك سوف تفعله، إفعله فعلا، ولا تفعل شيئا آخر، احرص على هذا الأمر ، لأنه هام جدا وسوف يجعل من الآخرين يأخذون كلامك دوما على محمل الجد .

ابتعد عن التصنع : لا تكن مصطنعا في تصرفاتك، كن أنت، ابقى دوما على طبيعتك،  حتى تكسب الأخرين وتكسب ثقتهم ويشعرون دوما بالراحة إليك  أثناء حديثهم معك .

 

المطالعة الكثيرة : إقرأ كثيرا، ثقف نفسك باستمرار، كثرة المطالعة سوف تكسبك رصيدا لغويا ومعرفيا كبيرا، سوف يساعدك في علاقتك بالآخرين، مثلا أثناء الأحاديث الجماعية، سوف تتمتع برصيد معرفي كبير يسهل عليك الحوار ويجعل الاخرين مستمتعين بالاستماع إليك، لأنك تحمل الكثير من المعلومات وأيضا الثقافة وكثرة الاضطلاع،  سوف تساعدك على فهم محيطك بشكل جيد .

 

تدرب على مهارات الحديث والحوار : من المهم جدا  بين الفترة والأخرى، الانتساب  إلى دورة تدريبية لأجل اكتساب اكبر قدر ممكن من المهارات، ولكن من أهم المهارات التي سوف تساعدك على اكتساب وتطوير مستواك في الذكاء الاجتماعي  " مهارات الحديث والحوار "، هذه الأخيرة ضرورية جدا للتواصل السهل والسلس مع الاخرين  وحتى تتمكن من التعبير الجيد عن كل أفكارك .

 

في الختام نؤكد على أن الذكاء الاجتماعي هو القدرة على الانسجام مع الاخرين والتآلف معهم، مهما كانت جنسياتهم ودياناتهم وأعراقهم، فالشخص الذكي له من القدرة ما يمكنه من كسب ثقة ومحبة أي شخص، وكما أشرنا سابقا فالذكاء الاجتماعي مكتسب، عن طريق تراكم الخبرات الحياتية، وعن طريق كل التجارب في الحياة سواء الجيدة أو السيئة التي يمر منها الشخص، والتي تكسبه خبرة كبيرة في الأشخاص، تمكنه من فهمهم والتفاهم معهم بسهولة، ويمكن لأي شخص أن يطور مستواه في الذكاء الاجتماعي بواسطة عدد من التقنيات، منها ما ذكرناه سابقا ومنها تقنيات أخرى لم يسعفنا الوقت لذكرها، لكن نركز بشدة على القراءة الكثيرة والدورات التدريبية فهي تساعد كثيرا .