توظيف التكنولوجية الحديثة في تنمية الذات
منذ 3 سنوات بقلم مينة
blog

يعرف العالم في العقدين الأخيرين ثورة تكنولوجية كبيرة لا تكاد تتوقف عن التطور والنمو يوما بعد يوم، هذا التطور الذي كان حاسما في إزالة  كل الحواجز الزمنية والمكانية  بين كل نقاط الكرة الأرضية، لدرجة أنه حول العالم بأكمله إلى قرية صغيرة، حيث  أن كل الأجهزة الإلكترونية التي ثم ابتكارها في السنوات الأخيرة والتي ثم ربطها بشبكة الأنترنيت، جعلت الحياة تبدو أكثر سهولة ويسر، حيث أن القضايا والمشاكل التي كان يتطلب حلها العديد من الإجراءات والوقت،  في وقتنا الحالي أصبحت كبسة زر لهاتف أو حاسوب مرتبط بالأنترنيت  أكثر من كافية.  

التكنولوجيا الحديثة الان أصبحت ملكية عامة، حيث أصبح يمتلكها كل الناس بمختلف انتماءاتهم وأماكن تواجدهم، وهي الان أضحت قوة حقيقية قادرة على قلب حياة كل الأفراد رأسا على عقب، لذا وجب الحذر والتعامل الجيد معها. 

فالثورة التكنولوجية الحالية، أصبحت قادرة على خلق تنمية ذاتية كبيرة لأي شخص يود حقا تطوير قدراته، وأجاد استخدامها بالشكل الصحيح ووظفها إيجابيا، وعلى سبيل المثال فقط لا الحصر أصبح ممكنا في وقتنا الحالي: 

 

الحصول على فرصة عمل عن بعد وتحقيق أرباح جيدة جدا

حيث أن الأشخاص العاطلين أو أولئك الذين لم يتمكنوا من الحصول على وظيفة مناسبة لهم ولطموحاتهم في المجالات التقليدية المتاحة والمتعارف عليها مجتمعيا، التكنولوجية الحديثة الحالية أصبحت قادرة على تمكينهم من الحصول على وظيفة عمل جيدة، تحميهم من بشاعة البطالة والفقر.

نعم بفضل التكنولوجية أصبح العثور على عمل سهل جدا، وأصبح العمل عن بعد ممكنا والاختيارات المتاحة حاليا كثيرة ومتعددة، كما أصبح ممكنا تحسين المداخيل المالية الشهرية، وأيضا أصبح ممكنا العمل في أكثر من مجال في نفس الوقت، كل ذلك والعمل جد مريح من البيت أو حتى من المقهى، وأرباحه غالبا تفوق الأرباح التي يجنيها الآخرون في الوظائف التقليدية، وفي الوقت الحالي وحسب العديد من الإحصائيات، ملايين الأشخاص عبر العالم وحتى في العالم العربي يتربحون ويجنون الأموال الكثيرة من خلف شاشات حواسيبهم. 

 

تعلم مهارات جديدة في وقت وجيز ومن البيت

في وقتنا الحالي، كبسة زر واحدة أصبحت جد كافية لتمكين أي شخص من تعلم واكتساب أي مهارة يريدها، مثال تعلم لغة أجنبية أو لغات أجنبية ، فلم يعد الأمر مثلا  يتطلب السفر إلى بلد آخر لأجل إتقان لغته، أو التنقل  من البيت  إلى معهد للغات ، وأداء واجبات شهرية غالبا تكون جد مكلفة، أصبح حاليا متاحا تعلم أي مهارة من المنزل ومن خلف شاشة الهاتف النقال أو الحاسوب، فأصبح كل شخص لا يجيد الطبخ يكتفي بكبسة زر لكي  يعد أشهى الأطباق، وكل شخص يجهل مهارة معينة، أصبح تحميل فيديو واحد من أي موقع من الأنترنيت  كافيا، كل من هو في مأزق كبسة زر كافية ليجد حلا وإجابة لأسئلته ومعرفة ما يجهل .  

 

تقوية القدرات التواصلية 

في السنوات السابقة، كان العرب يتعرضون لصدمات كبيرة جراء ما يشاهدونه من ثقافة غريبة في العالم الغربي، أو ما يطلق عليه " الصدمة الثقافية" ، التكنولوجيا حاليا حولت  العالم إلى قرية صغيرة، الانبهار بثقافة الغرب كان كبيرا في السابق، الان وبفضل الأنترنيت أصبح الطفل من بيته في القرية الصغيرة يعرف كيف يعيش الناس في آخر نقطة في العالم، يعرف عاداتهم ويعرف تقاليدهم، فكما قلنا سابقا التكنولوجية الحديثة ألغت كل الحواجز المكانية والزمانية، بل أيضا قاربت الثقافات من بعضها، حتى أصبح التواصل بين مختلف الثقافات مهما كانت متباعدة، أصبح التواصل بينها سهلا وممكنا، كما أن تعلم لغة الاخر أصبح يسيرا مع كل ما أصبح متاحا حاليا من تقنيات، وبالتالي ثقافة الاخر لم تعد مرعبة ولم تعد غريبة، ولم يعد أحد يتعرض إلى الصدمة الثقافية . 

 

تحسين المستوى التعليمي 

الأشخاص غير المتمدرسين، أو الذين نالوا قسطا ضعيفا فقط من التعليم، الان وبفضل التكنولوجيا الحديثة، أصبح ممكنا لهم الحصول على فرصة جديدة للتمدرس وتطوير مستواهم التعليمي، وبالتالي تدارك الشخص  لما فاته من دروس، بل وحتى التفوق على من تمدرسوا لسنوات عديدة في التعليم التقليدي، حيث أن   التطور التكنولوجي طال أيضا مجال التعليم، فالثورة الرقمية المهولة  التي خلفها  ظهور الأنترنيت والهواتف والأجهزة اللوحية، مكنت كل شخص من  الوصول  السريع جدا إلى المعلومة، وأضحت المعلومة مهما كانت طبيعتها ومجالها في متناول كل من يقوم بالبحث عنها،  فبفضل التكنولوجيا والأنترنيت أصبح كل شخص  الان قادر على امتلاك كل الكتب التي يريدها وأصبح ممكنا إنشاء ما يطلق عليه حاليا مكتبة إلكترونية، حيث يتوفر فيها كل أنواع الكتب والوثائق،  ولم تبقى المعلومة الثقافية حكرا على فئة دون أخرى. 

 

تطوير الذات والقدرات والمهارات من الأمور التي من اللازم على كل شخص الحرص عليها والمداومة عليها، لأن الحياة تتطور بشكل سريع وعلى خبراتنا أن تتطور كذلك، لسبب بسيط أن ركود الذات وعدم التطوير الذاتي بشكلٍ مستمر، يجعل الشخص مع الوقت في حالة تراجع الذكاء وأيضا القدرات الإبداعية، وحاليا وبفضل الثورة الرقمية والتكنولوجية الحديثة، أصبح بإمكان أي شخص  مهما كان وفي أي مكان كان، أن يعمل على تطوير مهاراته وخبراته في المجال الذي يريد،  يكفي فقط أن تكون عنده الرغبة الكبيرة لأجل تطوير ذاته .

 كل المهارات المذكورة سابقا هي فقط  مجرد أمثلة، فبفضل الأنترنيت والأجهزة اللوحية التي تربط بها، أصبحا يسيرا الوصول إلى أي معلومة نريد وتعلم أي مهارة نحب، لقد ثم وصل كل العالم ببعض حاليا، وأكيد في السنوات القليلة المقبلة سوف يشهد العالم ثورة جديدة ونمو أكبر، وإمكانيات أكثر لتطوير قدرات الأشخاص، المهم هو التعامل الجيد والإيجابي مع كل هذه التكنولوجية .