أفضل الطرق للتخفيف من ضغوطات الحياة وتحسين المزاج
منذ 3 سنوات بقلم مينة
blog

لا يختلف إثنان على أن الصحة النفسية مهمة تماما مثل الصحة الجسدية، والإنسان العادي تفرض عليه الحياة العيش في دوامة من المشاكل والمشاغل اليومية، بالنظر لعدة التزامات مهنية وعائلية، مما يجعله يعيش تحت وطأة ضغوطات الحياة اليومية بكل أشكالها، وهو الشيء الأكيد والطبيعي أنه سوف يترك تأثيراته عليه، أحيانا تكون هذه الضغوطات عادية ويمكن السيطرة عليها، لكن في حالات أخرى قد يعيش الشخص تحت وطأة ضغوطات حادة من الممكن أن تفسد عليه كل حياته، إذا لم يتعامل معها بالشكل الجيد.  

 

تأثير الضغوطات اليومية على حياة الإنسان 

تتعدد تأثيرات الضغوطات اليومية على حياة الفرد، وهنا يمكن أن نميز بين : 

- تأثيرات نفسية

من أصعب ما قد يصيب أي شخص، أن تعتل نفسيته، وهي تكون نتيجة طبيعية لعدد متراكم من الضغوطات بشكل يومي، حيث أنه قد يصاب بالقلق، الحزن الشديد، الغضب السريع، الاكتئاب، اضطرابات في الذاكرة، عدم القدرة الكافية على التركيز وغيرها كثير من الاضطرابات النفسية، واستمرار هذه الضغوطات مع ما يرافقها من تأثيرات نفسية، إذا لم يتم علاجه والسيطرة عليه، فسوف يتطور إلى ما لا تحمد عقباه، يصل حد خراب حياة الشخص الاجتماعية والانسانية بالكامل.

 

- تأثيرات جسدية

نتيجة طبيعية لتراكم الضغوطات النفسية اليومية، تتعرض عدد من أعضاء الجسم لتغيرات سلبية أثناء أداء وظائفها، مما يتسبب في مضاعفة الأمراض الموجودة أصلا في الجسم، وظهور أمراض أخرى جديدة، ومن الحالات الشائعة في مثل هذه الحالات : حدوث ارتفاع مستمر في ضغط الدم، وخلل في مستوى نسبة السكر في الدم . 

 

 

أفضل الطرق لمواجهة ضغوطات الحياة

لأجل حياة سليمة، الحل هو التعامل الجيد ومواجهة ضغوطات الحياة اليومية، وامتصاص أكبر قدر ممكن من التوتر، وهذه بعض التقنيات الجدية لأجل تحقيق ذلك :  

•الثقة بالنفس أهم صفة على كل فرد التحلي بها، فالحياة صعبة ولا بد من القوة النفسية والشجاعة لمواجهتها ومواجهة تقلباتها. 

•التركيز على إيجاد حل المشكلة وليس على المشكلة بحد ذاتها، بمعنى آخر عدم إعطاء المشكلة حجما أكبر، مما قد يرهق الشخص نفسيا أكثر مما هو عليه، والتحلي بقدر كبير من الذكاء في سبيل حل جيد للمشكل الذي يعانيه، من الأفضل استشارة أشخاص عاشوا ومروا من نفس المشكلة، أشخاص لديهم خبرة واسعة في هذا النوع من المشاكل، وأكيد لديهم فكرة عن حلول مناسبة للوضع.

•الفضفضة والحديث إلى شخص قريب، سوف يساعد كثيرا على إراحة النفسية، حبذا لو كانوا أشخاص مروا بنفس المشاكل.

 

نصائح لتحسين الصحة النفسية 

- ممارسة الرياضة بانتظام

كما أن الرياضة مفيدة جدا للجسم، فهي أيضا مفيدة للعقل والصحة النفسية، حيث أن المجهود البدني يساعد على ضبط النفسية وإفراز هرمون السعادة " الأندورفين".

 

- الاستماع إلى الموسيقى

الاستماع إلى موسيقى هادئة مريحة، يساعد كثيرا على تحسين النفسية ومنح شعور كبير بالسعادة والارتياح، حيث أن سماع الموسيقى يساعد أيضا على إفراز هرمون الأندورفين في الدماغ.

 

 

- تناول الشوكولا السوداء

الشوكولا السوداء تحتوي على مواد كيميائية تحفز إطلاق هرمون الأندورفين، وهو الهرمون المحفز للارتياح والسعادة، وبالتالي تناول الشوكولا يمنح شعورا كبيرا بالارتياح، كما أن الشوكولا السوداء، لها تأثيرات إيجابية كبيرة على الصحة الجسدية والنفسية، حيث أنها تحمي من النوبات القلبية وتساهم في خفض ضغط الدم، وأيضا خفض مستوى الكولسترول السيء.

 

- شم روائح العطور الجميلة

معروف جدا، أن الروائح الجميلة لها قدرة كبيرة على تحسين المزاج والنفسية، حيث أن العطور تساهم كذلك في إنتاج الأندورفينات  أي هرمونات السعادة.

 

- التنزه رفقة الأصدقاء 

يعتبر المشي في الطبيعة والتعرض لأشعة الشمس هو أيضا مفيد لتحسين المزاج، ويبقى الخروج في نزهة جميلة ممتعة رفقة الأصدقاء المقربين في الطبيعة، فكرة جيدة مفيدة لتحسين النفسية والرفع من المعنويات.  

 

- الذهاب في رحلة في عطلة نهاية الأسبوع

من شأن قضاءك لعطلة نهاية الأسبوع خارج المدينة رفقة عائلتك أو أصدقائك المقربين، أن يحسن كثيرا من حالتك النفسية، والتخفيف من حدة الضغوطات اليومية.

 

ضرورة كسر الروتين اليومي 

الروتين اليومي، أحيانا يكون مدمرا للشخص، ولأجل حياة طبيعية سليمة، يبقى كسر هذا الروتين، أمرا ضروريا وملحا، وعكس ما يعتقده الكثيرون، فإن تغيير روتين الحياة لا يتطلب بالضرورة التوفر على الكثير من المال.

تكرار نفس الأفعال والعادات يوميا، يجعل الحياة مملة جدا، وقد يحولها إلى دائرة مفرغة مملة لا جديد فيها، وقد أظهرت دراسات عديدة أن حالات كثيرة من الاكتئاب سببها الروتين اليومي الممل. 

لذا ولتحسين جودة الحياة، والرفع من المعنويات وأيضا التخفيف من ضغوطات الحياة المرهقة، يبقى كسر الروتين اليومي الممل هو أفضل حل.

مثال : غير المقهى الذي تجلس فيه عادة، استمتع بوجبة لذيذة في مطعم بعيد، اكتسب أصدقاء جدد، شاهد نوعية أفلام جديدة، مارس رياضة المشي في عطلة نهاية الأسبوع، إقرأ كتابا مسليا، إذهب إلى أماكن غير تلك التي تذهب إليها عادة  ... 

فالتغيير يأتي منك ومن داخلك، أخبر نفسك بضرورة تغيير نمط حياتك الرتيبة والمملة، ضع خططا جديدة في حياتك وبرامج مختلفة في عطل نهاية الأسبوع، كي تستقبل بداية الأسبوع بروح متفائلة وطاقة إيجابية كبيرة.

 

الحياة بكل مشاكلها اليومية ومتطلباها وواجباتها سواء العملية أو العائلية، تجعلنا نعيش تحت وطأة ضغوطات أحيانا قد تتحول إلى رهيبة ومستحيلة في التحمل، تكاليف الحياة المادية والمعنوية تزداد كل يوم، مما يرفع من نسبة الضغوط النفسية والاجتماعية على الفرد، وللأسف في معظم الأحيان تتحول الضغوطات والمصاعب لأمر واقع لا مهرب منه، الشيء الذي قد يحول حياة البعض إلى جحيم لا يطاق، مع ارتفاع حدة التوتر والقلق،  لذا وجب التعامل الحكيم معها حتى لا تفسد حياتنا، ومن شأن اتباع النصائح السابقة، أن يساعدنا كثيرا في التخفيف من حدة الضغوطات اليومية، وأيضا المساعدة في تحسين النفسية والمزاج، لأنه لا يوجد حل عملي من غير التعامل بحكمة وذكاء مع ضغوطات الحياة لأجل التخفيف من حدتها .