تعد الثقة بالنفس من أهم السمات الشخصية التي يسعى كل فرد إلى تعزيزها، فالشخص الذي يتمتع بالثقة بالنفس هو الذي يحترم ذاته و يحب نفسه و يقدرها و لا يؤذيها بأي مشاعر سلبية كما أنه يؤمن بقدراته.
فهناك العديد من الأشخاص الذين يمتلكون الطاقات و الامكانيات و يتمتعون بقدرات عقلية و ابداعية و التي تمكنهم من تحقيق النجاح و لكنها تذهب سدى بسبب فقدانهم لثقتهم بأنفسهم و ضعف شخصيتهم.
فمهما كان لديك من قدرات و طاقات فإنك لن تستطيع تحقيق أي نجاح طالما تفتقر إلى الثقة في النفس و عدم تقدير ذاتك و الإيمان بقدراتك.
و يتسائل العديد من الأشخاص عن كيفية تعزيز الثقة بالنفس لعدم الوقوع في مصيدة الفشل و الإخفاق و تحقيق النجاح، و هذا ما سنوضحه من خلال هذا المقال.
ما هي الثقة في النفس:
يقول بيتر تي مكينتير بأنه لا تأتي الثقة بالنفس من خلال كونك على حق و لكن من خلال كونك غير خائف من أن تكون على خطأ.
قالثقة في النفس هي ثقة الشخص في قدراته و صفاته و في تقييمه للأمور، كما أنه يتسم بالتفاؤل و الاطمئنان و القدرة على تحقيق الأهداف.
فهي المفتاح الذي يمكنك من خلاله ادراك قيمتك الشخصية و معرفة نفسك معرفة جيدة و تطويرها دون الإحساس بأي ضغوط أو خوف.
أهمية الثقة في النفس:
تكمن أهمية ثقة الشخص بنفسه في قدرة الشخص على تحقيق أهدافه و طموحاته دون خوف حيث أن فقدان الثقة بالنفس سيدمر تلك الأحلام .
لأن الشخص الذي يفتقر لثقته بذاته يجد صعوبة في التعامل مع الآخرين نتيجة لعدم قدرته في التعبير عما يريده لضعف شخصيته.
و يمكن حصر أهمية الثقة في النفس في الآتي:
ــ يستطيع الشخص الواثق في ذاته من تحفيز ذاته تلقائياً دون انتظار المعززات الخارجية.
ــ تساعد الثقة في الذات في شعور الشخص بالتفاؤل و القوة و الشجاعة و الحماس الذي يدفعه نحو الإنجاز.
ــ الشخص الواثق من نفسه قادر على تحقيق أهدافه و طموحاته بسهولة كما أنه يتحمل نتيجة القرارات التي يتخذها.
ــ ثقة الشخص بنفسه يعزز من ثقة الآخرين به و بقدراته و بالتالي يعد محل ثقة للآخرين.
ما هي أسباب ضعف الثقة في النفس:
لكي يتم علاج ضعف الثقة في النفس لابد من معرفة الأسباب التي أدت إلى ذلك و حلها، و تعد من أسباب عدم الثقة بالنفس ما يلي:
ــ اسلوب التنشئة الخاطئة للفرد فقد يمر الشخص في طفولته بالتعنيف و توجيه اللوم و الانتقاد الذي يسبب التردد و الخوف بالإضافة إلى عدم القدرة على التعبير عن النفس.
ــ كثرة تأنيب الشخص لنفسه و النقد اللازع لشخصيته و توبيخها بصفة دائمة، فيكون الشخص صورة سلبية حول نفسه و يقتنع بها فذلك يؤدي إلى فقدان الشخص لذاته و شعوره بالنقص.
ــ التركيز على جوانب النقص و الضعف في الشخصية دون النظر في الصفات الإيجابية التي يحملها الشخص، و دون محاولة لتطوير ذاته ظناً منه أنه لا يستطيع.
ــ كثرة المقارنة بين الشخص و من حوله مما يزيد لديه الشعور بالنقص و عدم القدرة على التعامل مع الآخرين لإعتقاده بأنه أقل منهم.
أفضل النصائح لتعزيز الثقة في النفس
الثقة في النفس تعد من الصفات المكتسبة، فإذا كنت تعاني من ضعف في شخصيتك و عدم تقدير ذاتك لا تقلق أبداً، حيث يمكنك اكتساب هذه الصفة و تعزيزها أياً كان عمرك أو حالتك.
و لكن عليك البدء من الآن في اتباع كافة النصائح التي سوف نعرضها عليك و التي ستساعدك على معرفة نفسك و تقدير ذاتك و فهمها، و من أبرز تلك النصائح ما يلي:
اعتن بشكلك
المظهر الأنيق يجعلك تشعر بالرضا و تحسين صورتك عن نفسك، فقد يبدو لك أن ذلك أمراً تافهاً و لكنه في الحقيقة سيغير شعورك للأفضل و يجعلك متحمساً لمواجهة العالم.
حسن صورتك الذاتية
كل شخص لديه صورة عن نفسه تعكس مقدار ثقته بذاته و لكن هذه الصورة يمكنك تغييرها و تحسين صورتك أمام نفسك.
و ذلك بأن ترى في نفسك كل ما ترغب به من صفات جديدة كأن ترى في نفسك أنك قادر على اتخاذ القرارات و التعامل مع الآخرين و غير ذلك.
فكر بإيجابية و تخلص من السلبية
يجب عليك استبدال أفكارك السلبية بأفكار ايجابية، فعندما تغير من نظرتك للأشياء فإنك ستستطيع التمتع بالتفكير الإيجابي و تغيير الواقع.
اعرف نفسك
نظرتك المتدنية تجاه نفسك هي نتيجة لعدم معرفتك الجيدة بها، لذا لابد من معرفة نفسك جيداً قبل الحكم عليها.
قم بالتحدث مع نفسك و تعرف عليها كما يجب أن تتعرف على مواطن ضعفك و اعمل على تطويرها، و يجب عليك أيضاً تحديد مجموعة من المباديء و القيم التي ستسير عليها في حياتك.
حدد أهدافك
لا يستطيع أي شخص العيش بدون أهداف، حيث أن الأهداف هي التي تجعل الشخص يشعر بقيمته و تعزز من ثقته بنفسه عند تحقيقها.
فلابد و أن يكون لك أهداف في الحياة حتى و لو كانت صغيرة و سهلة التحقق و قم بتحقيقها واحد تلو الآخر فهذا سوف يشعرك بالإيجابية و زيادة الثقة في النفس.
هذه كانت أبرز النصائح التي يجب عليك اتباعها بإستمرار في حياتك اليومية من أجل تعزيز ثقتك بنفسك و تقدير ذاتك و التغلب على مخاوفك و بالتالي تحقيق أحلامك.