التاثير السلبي لسماعات الأذن
منذ 3 سنوات بقلم مينة
blog

سماعات الأذن : هل هي مضرة؟

في وقتنا الحالي،  أصبحت سماعات الأذن شيئا لا غنى لنا عنه ، نحمله أينما حللنا وارتحلنا، لصيقا دوما بأجهزتنا المحمولة،  إنه وسيلتنا الأنجع للتحدث في الهاتف بخصوصية وأيضا للاستماع إلى الموسيقى والانفصال مؤقتا عن العالم الخارجي،  أغلبنا يحب سماع الموسيقى أثناء مزاولة الأنشطة اليومية حتى نتغلب على الملل، فقد أصبحت سماعات الأذن مرافقنا المثالي من أجل تسليتنا، فسماع الموسيقى بالنسبة لكثيرين  يعد أفضل نشاط ترفيهي ووسيلة تسلية يومية، أثناء قيامنا بأغلب نشاطاتنا ،  في كل مكان وزمان، أثناء المشي ، الركض، في وسائل النقل العمومي ، أثناء القيام بأشغال البيت ، أثناء التسوق، أثناء مراجعة الدروس وغيرها من الأنشطة اليومية، أي أننا نستعمل سماعات الأذن بشكل يومي ولفترات طويلة في اليوم . 

 

ويبقى السؤال العريض : 

 

هل الاستعمال الكثير لسماعات الأذن مضِر بالصحة العامة؟

الحديث عن الآثار الجانبية لسماعات الأذن كثير جدا، خاصة بعد ظهور الآلاف من الأشخاص عبر العالم، الذين اشتكوا حقا من سلبيتها عليهم، صداع في الأذن متبوع بصداع في الرأس، الذي قد يتطور إلى مشاكل صحية أكبر، المشكل الخطير في الأمر أن عدد كبير جدا من الأشخاص يميلون إلى سماع الموسيقى بصوت عال جدا، ربما كوسيلة للانفصال مؤقتا وعزل النفس تماما عن العالم الخارجي وضجيجه، فيضعون السماعات على أذنهم ويرفعون من مستوى الموسيقى.

 

ما من شك، أن تكرار هذا السلوك مرارا وتكرارا، وعلى فترات طويلة في اليوم، بحد ذاته يعتبر سلوك خطير جدا، حتى لو كانت ماركة السماعات ممتازة، فالخطورة متواجدة،  وهذا بالفعل ما أكدته العشرات من الدراسات السريرية ... " استخدام سماعات الأذن لفترات طويلة في اليوم، وخاصة مع صوت موسيقى عالي جدا .. مضر بالأذن وبالأجهزة المتصلة بالأذن كذلك " 

 

كيف يحصل ذلك ؟

نعلم جميعا، أن سماعات الأذن بالأساس،  تزيد من مستوى الصوت كثيرا، هذا الأمر لوحده يشكل خطورة على الأذن، بالنظر لأن  فلتر الصوت يكون  متلاصق من الهيكل الحساس للأذن الداخليّة، مما يشكل تهديد مع الوقت  بفقدان السمع، حيث أن التعرض  الكثير لمستويات عالية جدا من ذبذبات الصوت عامل خطر يهدد منطقة الأذن والحنجرة، ويهدد فيما بعد بفقدان السمع، حيث أن الموجات الصوتيّة ذات الطاقة العالية تضمر الخلايا الشعريّة في الأذن الداخليّة، وتسبب صداعا وطنينا في الأذن تتبعه مشاكل متلاحقة في السمع  منها : 

 

- تلف القناة السمعية : حيث إنّ قوّة الصوت وشدته تصل إلى 85 ديسيبل، والاستعمال المكثف لسماعات الأذن يُسرع هذا الأمر 

- الإصابة بالميكروبات والجراثيم : وجب دوما الاحتفاظ بالسماعات في مكان نظيف، والمداومة على تعقيمهما، حيث أن وضعها في أماكن مختلفة قد تكون متسخة، مما يهدد بحملها لعدد من الجراثيم المنتشرة في تلك الأماكن.

- الإصابة ببعض أنواع بكتيريا الأذن :  السماعات مثلها مثل فرشاة الأسنان،  غرض  شخصي لا يجب مشاركته، واستخدام  نفس السماعات  من طرف عدة أشخاص ،  يهدد بانتشار البكتيريا بينهم

- تأثير سيئ جدا على المخ  : الاهتزازات الصوتية الناتجة عن ارتفاع الصوت، تؤثر سلبا على عملية وصول الإشارات الصوتية إلى المخ، وبالتالي اضطراب في عصب الأذن، وعليه تتأثر قدرة الجسم على إرسال الإشارات الصوتية للمخ بطريقة طبيعية

-اضطرابات حسية : استعمال سماعات الأذن،  يفصل الشخص عن العالم الخارجي، مما يسبب له اضطراب حسي، وقد يتعرض لخطر خارجي دون أن يشعر به

 

 

توظيف التكنولوجيا لتقليل خطر سماعات الأذن 

 

مع تكاثر الأشخاص الذين يعانون بسبب سماعات الأذن، ظهرت مؤخرا بعض الهواتف الذكية، التي أصبحت تعتمد تطبيقات خاصة، تقوم بتنبيه المستخدم عندما يصل مستوى الصوت إلى مستوى معين قد يكون مضرا، بحيث أن هذا التطبيق يقوم  بتحذيره من مخاطر الاستماع الكثير بمستوى صوت مرتفع.

 

ضرورة اختيار أجهزة جيدة 

يمكن حماية جهاز السمع لدى مستخدم السماعات الأذنية، من خلال الاختيار الجيد للأجهزة الإلكترونية   وهنا القصد سماعات الأذن.

فهذه الأخيرة تقوم بتوجيه الصوت بالقرب من طبلة الأذن، أي عند سماعك للموسيقى أو أي محتوى صوتي، فإن الموجات الصوتية تكون على اتصال مباشر بالأذن، وكلما زاد مستوى الصوت، زادت الخطورة.

غير أن بعض الماركات الجيدة يمكن لها أن تقلل من خطر التلف، هذا هو الحال بشكل خاص مع تلك التي تسمح بالعزل عن الضوضاء الخارجية (مثلا سماعات الرأس المحيطة بالأذن) لن يحتاج المستخدم بعد ذلك إلى رفع مستوى الصوت كي يستمتع بالموسيقى.

ظهرت أيضا مؤخرا " سماعات توصيل عظمي " يوضع هذا الجيل الجديد من سماعات الرأس أمام الأذن وذلك دون لمسها، حيث أنها تحول الموجات الصوتية إلى اهتزازات وتنقلها مباشرة إلى الأذن الداخلية، فالأصوات تمر مباشرة عبر العظام، وليس من خلال طبلة الأذن تماما مثل عندما تسمع نفسك تتحدث، هذه التكنولوجيا الجديدة تجعل من الممكن تقليل إجهاد أذنيك وكذلك سماع الضوضاء المحيطة.

 

 

نصائح عملية ضرورية 

حتى إذا كان الشخص يستخدم سماعات الرأس أو سماعات الأذن التي تسمح له بسماع الموسيقى بشكل أفضل، فمن الضروري اتباع بعض النصائح لحماية الجهاز السمعي لديه:

 

• ضبط مستوى الصوت في مكان هادئ 

• الحرص على عدم زيادة مستوى الصوت بعد تعديله

• عدم تجاوز مدة 45 دقيقة من الاستماع المتواصل

• على المستخدم أن لا ينتظر حتى تؤلمه أذنيه لخفض الصوت

 

 

باختصار جهاز الأذن حساس جدا، ووجب التعامل معه بحذر شديد، مثله مثل باقي أعضاء الجسم، فأي عضو يتضرر، لا يتضرر لوحده بل تتضرر معه أعضاء أخرى (وظائف كل أعضاء الجسم مترابطة فيما بينها).

 هناك علامات هامة وجب عليك الانتباه إليها، إذا شعرت بعدم الراحة أو الألم في الأذن، من الضروري جدا أن تستشير طبيبك، والذي أكيد سوف يحيلك إلى طبيب الأنف والأذن والحنجرة، في حالة كان الأمر أخطر، وأحسست برنين في أذنيك أو صفير، وذلك بعد التعرض لدرجة صوت عالية جدا، وبقي هذا الطنين ولم يختفي بعد نوم الليل أو بعد 24 ساعة، في هذه الحالة الذهاب فورا إلى غرفة الطوارئ بالمستشفى يبقى ضرورة ملحة جدا.

 

وكنصيحة أخيرة : نعيد التأكيد، انتبهوا جيدا أثناء استعمالكم لسماعات الأذن فهي مؤذية جدا .